Status             Fa   Ar   Tu   Ku   En   De   Sv   It   Fr   Sp  

ينبغي ان تكون القومية امراً شخصياً

بحث قصير بخصوص الفيدرالية
ان الوارد اعلاه هو جواب على احد الاسئلة في جلسة بالتاك لمنصور حكمت في ٢٦ ايلول ٢٠٠١ فيما يخص الفيدرالية

فيما يخص الفيدرالية، اسمحوا لي ان اقول شيئا ما حولها. نسعى نحن الان جميعاً ( واعتقد جميع الاشخاص الذين في هذه الغرفة الصوتية الا اذا كان امرءاً ما متخلفاً فعلاً) ومنذ عشرين عام ونيف من اجل ان نخرج الدين من الدولة والتربية والتعليم ومن الحياة الاجتماعية وان نجعله امراً شخصياً. ان يكون الدين امراً شخصياً. الان، وبعد ٢٠ عام ونيف، تظهر عدة وتقول تعالوا لنلحق القومية بالدولة، بالتربية والتعليم والحكومة ونجعلها نمطاً للحياة. اقول مثلما ينبغي ان يكون الدين امراً شخصياً، فان القومية ينبغي ان تكون امراً شخصياً ايضاً. يمكن ان يكون لامرء ما قومية و يمكن ان لا يكون. مثلما ان يكون لاحد ما دين وليس لدى الاخر. بوسع الافراد ان تكون لهم قوميات مختلفة. من الممكن ان تنشد عدة تعظيم واجلال قادتهم القوميين من الصباح حتى المساء. عدة اخرى ايضاً تريد ان تستهزء من الصباح حتى المساء بموروثها القومي (انا من الصنف الثاني هذا). ينبغي ان يكون هذا امراً شخصياً لنا.

هل نسمح، بعد ٢٣ عام من الحكم باسم الدين، من جعل الدين احد اركان الحكم، من تحويل الدين من امر خصوصي (وفي زمان الشاه ايضا لم يكن امراً خصوصياً) الى اساس للحكم، بعد ٢٠ عام من حكم الاسلام السياسي، ان تتولى القومية لعب هذا الدور؟ كلا! عزيزي، ان قومية البشر، ان يكونوا تركاً، فرساً، كرداً، عرباً، بلوجاً مثلما هو الحال مع شيعة، سنة، بهائيين ام يهوداً هو امراً خصوصياً بهم. محترماً بالنسبة لهم. حسناً لهم. ينبغي عدم فسح المجال ان ينشأ وضع يكون فيه لهذه المقولة صلة بنمط حياتنا الجماعية. ينبغي عدم فسح المجال لكي ترى هذه المقولة سبيلاً للقوانين. وبعد غد، ومثلما لانسمح ان يضفوا علينا هوية دينية ويقولون انتم شيعة، وانتم سنة، وانتم بهائيين، وانتم مسيح ويهود وتختلفوا مع الاخرين في هذا المجال المحدد او في ذلك الميدان المحدد، يقولون غداً انتم لوريين ماذا تعملوا هنا؟ انتم اكراد! لماذا اتيتم الى هذه الجهة من الشارع؟ ان رقم عربتك يعود لمدينة سمنان، لماذا تركن عربتك في شارع بلوار وسط مدينة سنندج؟ لا نريد ان تحول قوميتنا الى جزء من هويتنا ولا نريد ان يحولوها الى جزء من هيئة السلطة. اذا يساورك الاعتقاد بان الاسلام السياسي امراً بغيضاً والحكومة الاسلامية والحكومة الدينية والحكومة التي تحول الدين الى الايديولوجيا الحاكمة والى ركن للسطة، هي امر بغيض، فبرايي، وبذرة من التفكير، بوسعك ان تدرك لماذا نعتقد بان الحكومة القومية والحكومة الفيدرالية امراً بغيضاً. انهما بنفس الدرجة من البغض والدموية، بنفس الحد من القساوة والتخلف.

ان هذا موقفنا من الفيدرالية. ان اراد امرء ما الحفاظ على الحكومة الدينية في ايران، فسيجدنا طرفاً متصدياً، سيتجابه معنا نحن جميع الحضور في هذه الغرفة الصوتية. ان اراد ايضاً امرء ما غداً ان ياتي بحكومة قومية في ايران، سنكون الطرف الذي نتصدى له. من الافضل ان يعرف ذلك. يجب ان يدوس علينا ويسحقنا. يجب ان ينصب مراكز تعذيب وساحات اعدام. يذهب ليجلب الـ(CIA) وان يسند نفسه بالناتو وبعدها ان يجلب BCC و CNN خلفه. عليه ان يسحق جيلاً حتى يوفر فرصة ارساء حكومة قومية في هذا البلد و(يعلن) ان هذه المنطقة والارض تعود للاتراك، وتلك تعود للوريين، وهذه المنطقة تعود للبلوش.

من الملفت للنظر ان مجتمعهم الفيدرالي يستند الى التقسيم المحافظاتي (من محافظة-م) للجمهورية الاسلامية. حسناً، اذا جعلت الجمهورية الاسلامية غدا من اذربيجان ٣ اقسام، عندها الا يكون عندنا ٣ جمهوريات حكم ذاتي وجمهوريات فيدرالية ام لا؟ او اخر، من سيرسم هذه الحدود؟

ويعد هنا بحث مدينة طهران انموذجاً. ماذا يعني طهراني؟ ان كل امرء ياتي الى طهران يطلق على نفسه طهراني. انه محق في ذلك وينطق بعين الصواب. طهران هي مزيج من اناس قدموا للمدينة من مناطق مختلفة، وهم يعيشون هناك. الفيدرالية يعني مسكهم بخناق بعضهم البعض في طهران. ليس على جبال وتلال لورستان او كردستان، بل ان يمسكوا بخناق بعضهم البعض في طهران! وذلك لكي يثبتوا انهم امناء واوفياء لجمهوريتهم الفيدرالية. وهي المشكلة التي حلت على ساراييفو (في البوسنة). لقد راينا ذلك. ان يوغسلافيا تنتصب امام عيننا. ان هذه هي الفيدرالية.

جيا (احد السائلين في جلسة البالتالك) يسأل: ولكن لماذا تقبل بالانفصال؟ اليس في هذا تناقض؟ كلا، ليس ثمة تناقض. وذلك لانه في بعض الحالات يغدوا البغض القومي عميق بحدٍ، وبفضل شوفينيي الحكومة المركزية والقوميين المحليين، يبلغ الكره من العمق حداً بحيث يجلب تاريخ من القمع معاناة وتضاد بين الافراد المختلفين للمجتمع لا يبقي معه سبيل لتبيان حسن نيتكم، عندها تقول نظراً لهذا التاريخ الدموي، وان امة كانت تحت سياط الظلم بحدٍ لم يعد معه امرا ممكنا ان تنسجم، تعالوا وصوتوا لنرى هل تبغي ان تجرب العيش مرة اخرى بصورة مشتركة او تبغي تشكيل بلدها. انه دواء مر. ان انفصال مجموعة عن مجتمع عاشوا فيه سابقاً وتقسيمها وفصلها استنادا الى هويتها القومية هو حدث مر. ولكن اذا كنا مجبرين على ذلك، عندها يجب القيام به. لم نصرح في اي وقت كان اننا نقر بحق جميع الامم باقامة دولتهم. لم يكن الامر كذلك قط. مثلما اننا لانقر بحق جميع الاديان في ان يكون لها دولتها، فاننا لانقر بذلك لجميع الامم ايضاً. اساساً ان البلد لا يعني القومية ولا الامة ولا الدين، انه الاتحاد الاختياري للبشر. وعليه ينبغي ان يكون بوسع كل مجموعة تبغي العيش سوية ان تعيش سوية. ان ايراد (مقولة) الامة والقومية في تعريف الدولة (بمعنى) ان هذه دولة الايرانيين، وهذه دولة اللوريين وغير ذلك هو امراً رجعياً ومتخلفاً برايي.

لقد قلنا دوماً فيما يخص كردستان ان ثمة قضية قومية وقائمة. مثلما هو الحال مع قضية فلسطين التي هي قضية قومية وقائمة. بيد ان الباسك ليست مسالة قومية ولاقائمة. وبالرغم من مجمل اعمال التفجير التي يقوم بها الباسكيين في شمال اسبانيا، ليست مسالة الباسك قضية قومية وقائمة. بيد ان مسالة فلسطين قضية قومية وقائمة وتستلزم رداً. ان قضية كردستان هي قضية قومية قائمة وينبغي الرد عليها. ان ذلك لايعني ان مسالة خراسان ينبغي ان تنال رداً. ليس لدينا قضية هناك. حيثما تقام حركة قومية متعصبة من الجانبين و٥٠ عام من التزييف والاستفزار واراقة الدماء، تدفع بالناس لمسك خناق بعضهم البعض وتطرح قضية قومية في لورستان ايضاً، عندها ينبغي ان نتعامل مع لورستان وفق السياسة ذاتها ايضاً.

ولكن ماهي سياستنا الان وطرحنا لجماهير كردستان؟ هو اختيار الاتحاد الاختياري. علينا ان نطرح الاستفتاء حتى تعرف الجماهير انها هي من يتخذ القرار، ولكن نستطيع ان نقترح عليها ان تبقى ولاتمضي، اذ ان النظام مجالسي، السلطة بيد المحلات، السلطة بيد كل فرد من افراد المجتمع. وعليه، ليس ثمة تناقض. نحن لانوصي بالانفصال. اننا نقر بحق الاستفتاء. ان الاستفتاء من اجل انفصال كردستان، وبفضل جلادي الحكومات الاسلامية والشاهنشاهية في كردستان، وبفضل حرمان اناس من حقوقهم الاساسية، وبفضل عسكرة جزء من البلد نفسه على ايدي حكومة نفس البلد واعمال القصف بالهاونات والقنابل التي قاموا بها، اصبح امر لامفر منه. انك ومن اجل جلب هذه الثقة حتى تبقى جماهير كردستان مرتاحة البال وحتى تستطيع الرد على القوميين الكرد ينبغي ان تحيل الامر الى الجماهير نفسها. اعتقد في الحقيقة ان جماهير كردستان، وعلى الرغم من تاريخ جماهير كردستان هذا، لا تصوت للانفصال في استفتاء حر. ان هذا تقييمي الشخصي. ان الامر هكذا الان. حتى على الرغم من هذه الوضعية الماساوية، ناهيك عن ان تكون حكومة تحررية تمسك زمام السلطة في ايران تكون الجماهير ممثلة فيها ويكون مجلس سنندج (مدينة في كردستان-م) يتمتع بنفس الصلاحيات التي تتمتع بها مدينة اخرى.


ترجمة: فارس محمود
hekmat.public-archive.net #3830ar.html